الأحد، 11 مارس 2012

مقارنة بين شرح ابن السبكي و شرح الجزري للمنهاج


حتى تتبين أهمية و مميزات شرح التاج السبكي (( للمنهاج )) لا بدَّ من بيان أوجه الاتفاق  و الاختلاف بين (( شرح التاج السبكي )) و شروح غيره (( للمنهاج )) ، و قد اخترتُ لعقد هذه المقارنة شرح الجزري (( للمنهاج )) المسمى بـ (( معراج المنهاج )) ، و من خلال النظر في الشرحين تبيَّن لي بعض الفوارق بين هذين الشرحين ، و من هذه الفوراق :
1- الجزري لم يخرج في شرحه عن عبارات الإمام الرازي حيث كانت هذه العبارات مُوْفيةً بالغرض إلا نادراً ، بخلاف التاج السبكي فمع اعتماده على عبارات الرازي ؛ إلا أنّه كثيراً ما كان يخرجُ عنها و يأتي بغيرها ، بل و كان يناقش الرازي في كثير من العبارات.
2- الجزري اقتصر في شرحه على شرح عبارة (( المنهاج )) ، بأسلوب واضح سَلِس غير متكلف فيه ،    و لا يَحيدُ عن الشرح إلا نادراً ، بخلاف التاج السبكي فقد امتاز شرحه بالإسهاب و التطويل و ذِكْر كثير من المسائل و الفروع المتمِّمة لشرح المسألة .
3- الجزري أَعْرَضَ عن شرح بعض عبارات (( المنهاج )) التي رأى أنّها واضحة لا تحتاج إلى بيان ، بخلاف التاج السبكي فقد شرح كلّ ما ورد في المتن مع بعض زيادات أخرى عليه .
4- الجزري لم يتعرّض لذِكر الآراء و الأقوال الأخرى في المسائل المطروحة بخلاف التاج السبكي فقد كان يستوعب الأقوال و الآراء في كثير من المسائل .
5- الجزري لا يتعرّض لذِكر الاعتراضات و الإيرادات كثيراً ، بل كان يُعرِض عن ذكر هذه الاعتراضات إلا فيما دَعَت إليه الحاجة الماسّة مما لا يُستغنى عنه في الفهم ، بخلاف التاج السبكي ، فقد كان مُولعاً بذِكر هذه الاعتراضات و الإيرادات في كثير من المباحث .
6- لم يكثر الجزري من مناقشة البيضاوي أو مخالفته ، بخلاف التاج السبكي الذي كان ينتقد البيضاوي   و يناقش عباراته و آراءه و قد خالفه في عدد لا بأس به من المسائل .
7- لم يتعرّض الجزري لذِكر فروع فقهية مبنيّة على المسائل الأصولية كما أنّه لم يكن مهتمّاً بتخريج الأحاديث التي يذكرها أو يستدل بها ، بخلاف التاج السبكي في كل ذلك .
    هذه أهم الفوارق بين شرحي التاج السبكي و الجزري (( للمنهاج )) ، و هذا لا يعني عدم وجود نقاط اتفاق و توافق بينهما بل هناك بعض نقاط التوافق بينهما من أهمها :
1-   أنّ كلاهما شافعي المذهب و كلاهما كان مُهتمّاً بإبراز حقيقة المذهب الشافعي في المسائل المطروحة .
2-   أنّ كلاهما كان يهتمّ بتحرير محل النّزاع في المسائل المدروسة ، و لم يكن أي منهما يُطْلق النِّزاع دون تحديد لمحلِّه .
 أحمد إبراهيم حسن الحسنات
abuiyad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق